اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان على ضرورة تكثيف الجهود بشأن السد الإثيوبي الضخم.
وخلال اجتماع ثنائي في العاصمة السودانية الخرطوم ، السبت ، سلط الجانبان الضوء على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانونًا بشأن ملء وتشغيل السد الضخم المثير للجدل.
كما اتفق الزعيمان على أن المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة الإثيوبي تتطلب أعلى درجة من التنسيق بين مصر والسودان. ويرجع ذلك إلى كون كل منهما دولتي المصب ، وتأثرهما بشكل مباشر بالسد
وفي الوقت نفسه ، شددوا على ضرورة تعزيز الجهود من خلال الاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملء السد وتشغيله. يجب أن تكون الاتفاقية ملزمة قانوناً وتحقق مصالح الدول الثلاث وهي مصر والسودان وإثيوبيا.
كما أكدوا رفضهم لأي إجراءات أحادية الجانب تهدف إلى فرض الوضع الراهن واحتكار موارد النيل الأزرق.
كما أكد السيسي أن مصر تدعم الاقتراح السوداني بتشكيل الرباعية الدولية برئاسة الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط في المفاوضات المتوترة.
كما تضمنت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات. جاء ذلك إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، خاصة الخلاف الحدودي السوداني الإثيوبي ، والتحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار احترام السودان للاتفاقيات الدولية التي ترسي الحدود ، وسعيها الدائم لتأكيد سيادة الدولة سلميا ودون اللجوء إلى العنف.
كما ناقش السيسي والبرهان التطورات المختلفة في القرن الأفريقي وشرق إفريقيا. وعكست المباحثات تفاهمًا مشتركًا بين الجانبين بشأن سبل التعامل مع هذه الملفات بما يضمن تعزيز القدرات الأفريقية لمواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل.
كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة اللقاءات الثنائية بين الجانبين بما في ذلك كبار المسؤولين من البلدين بشكل دوري. وسيشهد ذلك تنسيقًا تجاه التطورات المتتالية التي تحدث حاليًا في المحيط الجغرافي للبلدين.
كما أكد الرئيس السيسي استمرار دعم مصر للسودان حكومة وشعبا في كافة المجالات ، واهتمام بلاده بالارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وذلك على نحو يعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. وستكون العلاقات الثنائية نموذجا لشراكة التنمية الشاملة والتكامل الاقتصادي.
وأكد السيسي دعم مصر لكافة الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في السودان خلال هذه المرحلة المحورية من تاريخه. وذلك انطلاقا من قناعة راسخة بأن أمن السودان واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها ، وأن يد الأخيرة ممتدة دائما وإلى الأبد للتعاون والخير والبناء.
من جانبه قال البرهان إن السودان يتطلع إلى إقامة مشاريع مشتركة بين مصر والسودان وتعزيز آفاق التعاون بينهما على مختلف المستويات وخاصة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
كما التقى السيسي خلال زيارته للخرطوم برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ، حيث أكد الأخير أهمية الجهود المصرية لدعم الاستقرار في السودان وفي القارة الأفريقية. وعقد الرئيس المصري ، في وقت لاحق ، اجتماعا مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني ، محمد حمدان دقلو (حميدتي).