في كثير من الأحيان ، يغزو تحدٍ أو لعبة جديدة منصات وسائل التواصل الاجتماعي ، مما يتسبب في خطر ويودي بحياة العديد من المراهقين في هذه العملية.
لعبة "Blackout Challenge" ، أو ما يُعرف باسم تحدي "الوشاح الأزرق" ، هي أحدث هذه التحديات ، حيث أصبحت منتشرة بين المراهقين من خلال موقع الشبكة الاجتماعية Tik Tok. يُزعم أن اللعبة قتلت فتى يبلغ من العمر 18 عامًا في مصر ، مما أثار جدلاً واسع النطاق.
على الرغم من عدم نشر أرقام أو إحصائيات رسمية تربط بين زيادة الوفيات بالمشاركة في هذه الأنواع من التحديات ، إلا أن هناك صلة مقلقة ومقترحة بين الاثنين.
هذه التحديات والألعاب ، الأكثر شيوعًا على الإنترنت في المواقع الشائعة بين مستخدمي الإنترنت الأصغر سنًا ، تمنح الأطفال شعورًا بالإثارة دون إدراك العواقب الوخيمة.
يوصف تحدي "الوشاح الأزرق" ، الموجود في Tik Tok ، بأنه يمنح فرصة لأولئك الذين يعانون من الاكتئاب لعيش تجربة مختلفة. بعد التسجيل ، يُطلب من اللاعب إطفاء أضواء الغرفة وبث فيديو مباشر أثناء اختناق نفسه حتى يفقد وعيه.
تدعي اللعبة أنهم سيشعرون بتجربة مختلفة. يقال أن البعض أكمل التحدي وعاش ليروي الحكاية ، بينما مات آخرون للأسف. تسببت لعبة "الوشاح الأزرق" في السابق في وفاة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات في إيطاليا ، مما دفع السلطات في البلاد إلى منع تيك توك.
في أول تحرك برلماني من نوعه ، قدم أعضاء مجلس النواب المصري طلبًا لإيقاف اللعبة على تيك توك. ودعوا أجهزة الدولة المعنية إلى الوقوف بحزم في ظل انتشار مثل هذه الألعاب الخطيرة.
في غضون ذلك حذر مركز الأزهر الدولي للفتاوى على الإنترنت من ممارسة لعبة "الوشاح الأزرق" ووصفها بأنها "قاتلة". وجاء في بيان المؤسسة الإسلامية المشهورة عالميًا: "لا يكاد يوجد منزل بدون تطبيقات الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية ، مما يجعل اللعبة خطرة بشكل خاص."
وأضافت أيضاً " أن هناك بعض الألعاب والتطبيقات التي تجاوزت العبث بالمعتقدات وتدمير القيم والأخلاق ، بل امتدت إلى تدمير النفوس والدعوة إلى الموت.
ويتابع بيان الأزهر القول إن هذا التحدي مخالف للدين والفطرة ، رغم أنه لا يؤدي بالضرورة إلى الموت. وقالت أيضا أن اللعبة قد تؤثر على الدماغ مما يؤدي إلى فقدان الوعي والضرر.
حتى Tik Tok يبدو أنه يقدر بشكل سطحي خطورة التحدي ، حيث سيجد الأشخاص الذين يبحثون باللغة الإنجليزية على الموقع عن تحدي "وشاح أزرق" الرسالة التالية تظهر ، "قد تكون هذه الكلمة مرتبطة بمحتوى ينتهك قواعد الاستخدام. أولويتنا هي حماية مستخدمينا. "
ومع ذلك ، فإن الموقع لم يزيل التحدي. وفي الوقت نفسه ، سيجد المستخدمون الذين يبحثون عن التحدي باللغة العربية مقاطع فيديو لشبان يلفون أعناقهم بغطاء أزرق.
بينما قد يقيد الآباء وصول أطفالهم إلى متجر التطبيقات كخطوة لمنعهم من المشاركة في مثل هذه التحديات المميتة ، فقد لا يكون هذا كافيًا لحماية الطفل. يؤكد الخبراء أن ضغط الأقران هو أحد الأسباب الرئيسية لانتشار هذه التحديات ، ودفع الطفل لمواجهتها.
ودعا الأزهر أولياء الأمور والجهات التربوية والإعلامية إلى شرح خطورة وأضرار مثل هذه الألعاب على الصغار. كما قدمت بعض النصائح التي تساعد الآباء على حماية أطفالهم من مخاطر هذه الألعاب والتطبيقات.
من أهم طرق حماية الأطفال هو المراقبة المستمرة لأنشطتهم وهواتفهم على الإنترنت ، وعدم تركهم بمفردهم لفترة طويلة.
كما نصح الأزهر الآباء بتشجيع أطفالهم على ممارسة الرياضة أو غيرها من الهوايات خلال أوقات فراغهم. ودعا المركز المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية إلى التعاون على زيادة الوعي بمخاطر التقليد الأعمى لدى الأطفال.
جدير بالذكر أن مصر شهدت أزمة مماثلة قبل عامين ، بسبب انتشار لعبة "الحوت الأزرق" التي دفعت المراهقين والأطفال إلى الانتحار.